Main menu

Pages

قصة نجاح المعمارية العربية زها حديد

لكُل منا نحنُ كمعماريين مُلهم في عالم التصميم , ولكن بالتأكيد كُلنا سمعنا وقرأنا عن المعمارية زها حديد وروعة مشاريعها , البعض لا يُحب أسلوب زها حديد وقد لا يثير هذا الموضوع أي اهتمام في داخله , وهناك صنف اخر من المعماريين يعشق أسلوبها  , مهما كان موقفك من عمارة زها حديد لا تستطيع أبداَ أن تُنكر الأهمية المعمارية لشخصيتها وأثر تصاميمها على كل العالم , هذه الفتاة العربية التي وصلت بأفكارها وابداعاتها وتصاميمها كل أنحاء العالم يجب عليك كمعماري معرفة قصة نجاحها فقد لا يكون أسلوبها مُلهماَ لك , لكن بالتأكيد فان قصة نجاحها وبداياتها يجب أن تُثير اهتمامك .


زها حديد هي معمارية عربية وُلدت في مدينة بغداد العراقية في 31 أكتوبر من سنة 1950م , وهي ابنة رجل عراقي " محمد حديد " اشتغل بالسياسة وشغل منصب وزير مالية العراق واشتهر والدها بتيسير الأمور الاقتصادية في العراق بالفترة القابعة بين 1958-1963م عمل والدها بعد ذلك على الانتقال الى بريطانيا بنية الابتعاد عن العمل السياسي فانتقل الى هُناك  وكانت وقتها  زها قد أنهت دراستها الثانوية في مدينة بغداد وتُكمل دراستها الجامعية في علم الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت في 1971م وما أن انتقل والدها الى بريطانيا عملت زها على انهاء دراستها الأولية في بيروت وحزم حقائبها من بيروت والاتجاه الى بريطانيا رفقة والدها , وهناك أكملت حياتها الدراسية في عالم العمارة في بريطانيا .


أنهت زها حديد دراستها الجامعية في العمارة في بريطانيا في 1977م  وكانت قد تدربت أيضاً في مدرسة رابطة المعماريين في لندن ثم عملت في مكتب " عمارة الميتروبوليتان " الذي كان يُشرف عليه المُهندس " ريم كولهاس " رفقة المُهندس " ايليا زينيليس " وكانت بنفس الوقت تعمل كمُعيدة في كُلية العمارة في الجامعة وواصلت أيضا دراستها للتصميم المعماري , كُل هذه الحياة الملئية بالعمل والصخب أدت الى لفت نظر المعماري " بيتر رايس " الذي كان أحد كبار المهندسين وقتها وعمل على تشجيعها والاطراء على تصاميمها الرائعة واعطائها ثقة كبيرة بنفسها , وكان قد وصفها المهندس " ريم كولهاس " والتي أصبحت زها شريكة معه في المكتب لما تملكه من قوة فكرية في العملية التصميمية وقال " زها حديد هي عبارة عن كوكب يعمل في مداره " يقصد هُنا عملها الجاد والمُلتزم في العمارة , كل هذه الظروف وأكثر أدت الى اكتمال ثقة زها حديد بنفسها وأصبحت لا تهاب تصاميمها الرائعة وعملت على افتتاح مكتبها الخاص والعمل به سنة 1987م .


تنتمي زها حديد في تصاميمها الغريبة الرائعة الى المدرسة التفكيكية المعمارية التي ترتكز في الأساس على المدرسة التفكيكية الأدبية التي أسسها الفيلسوف الفرنسي " جاك داريدا " في فترة السبعينيات , وهي مدرسة كانت رافضة لأسس العمارة التقليدية الدارجة في ذلك الوقت , وتعمل على استخدام أشكال هندسية غير مألوفة في التصميم تجمع بين هذه الأشكال علاقات هجينة لم يكُن متعارف عليها سابقاَ , البعض كان ينظر الى تصاميم زها الخيالية أنها غير قابلة للتنفيذ من الناحية الانشائية لأنها تريد دعامات بأشكال لم تكن معروفة انذاك وأن أعمالها مثيرة للقلق وعدم الاستقرار , ولكن تعامُل زها مع المساحات بشكل صحيح وسليم أجبرهم على النظر جديا في تصاميمها والبحث عن طُرق لتنفيذها.

وقد قالت زها حديد عن قصة نجاحها في مقابلة قامت باجرائها مع مُصمم دار " شانيل " كارل لاغرفيلد , أن اهتمام والديها بالعمارة وحرصهم على حضور بعض المؤتمرات المعمارية التي كانت تتم في بغداد واصطحابهم لها لهذه المؤتمرات أدى الى تقوية علاقتها بالأشكال , كما أن انسياب الرمل في طرق بغداد كان شيء مُلهم لها , وعندما قامت بدراسة علم الرياضيات في بيروت قبل سفرها الى بريطانيا استطاعت أن تربط بين المنطق الرياضي وعلاقته بالأشكال , وعندما درست العمارة في بريطانيا استطاعت ربط كُل خبرتها السابقة في عالم العمارة الذي استطاعت انتاج أقصى ما لديها فيه , كل هذه الظروف كانت أسباب مساعدة في نجاح زها حديد عالمياً التي وصلت بمشاريعها الى كُل أرجاء العالم .كما أن المعلومات الرياضية الكافية الموجودة عند زها حديد نتيجة دراستها للرياضيات وحصولها على شهادة فيه , واهتمامها الكبير بالفن خصوصا بلوحات " كازيمير ماليفتش " ساعدها ذلك على مناقشة رسوماتها المعمارية بقوة ومنطق علمي أجبر الغير على تقبل أفكارها الرهيبة , وقد قال عنها شريكها وأستاذها " ريم كولهاس " أن زها حديد من الطلاب العرب الذين يميلون للأشكال الحرة في التصميم لأنها تُشبه حروف لغتهم العربية , واستمرت زها في الدفاع عن أفكارها ورسوماتها حيثُ كانت تنظر للحياة من منظور مختلف عن الاخرين ولم تتحطم أفكارها لأي نقد كان يأتيها حيثُ كان الكثير من المعماريين يقولون أن أفكارها تولد ميتة على الورق في دلالة الى استحالة تنفيذها , لكن اصرار هذه الفتاة العربية وقوة علمها وشخصيتها أدى الى وضعها مُسقبلا بين أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم , وأدى الى حصولها على العديد من الجوائز في كل أنحاء العالم ولا أبالغ في قولي أن زها حديد في فترة ما كانت تُعد المعمارية الأولى في بريطانيا التي تعُج بالمعماريين الكبار .



بالنهاية أريد أن أقول أن اصرار زها حديد على صحة أفكارها واقناعها للغير بالمنطق كانت المعزز الأقوى برفقة الظروف السابقة المذكورة بالأعلى للوصول الى النجاح العالمي حيثُ تبوأت المركز الثامن والستين بين أقوى نساء العالم حسب مجلة " فوربس " كل هذا وذلك يُجبر أي معماري على الخوض عميقا في حياة زها حديد ففيها قصة نجاح عربية رائعة جداً .

أتمنى أن أكون دائما عند حُسن ظنكم , اذا كان لديك أي اقتراح أو أي تعديل اترُكهُ بالتعليقات , وشُكراً .


** يُمنع استخدام المقالة دون ذكر المصدر .
كُتبت هذه المقالة بواسطة 
المهندس جهاد الخندق .

Comments

4 comments
Post a Comment
  1. رائع رائع استمررر

    ReplyDelete
    Replies
    1. شكرا لمرورك وتشجيعك صديقي , كلك زوق ^_^

      Delete
  2. Replies
    1. امين , بالفعل تركت بصمة لا يمكن نسيانها .

      Delete

Post a Comment

Your Comment may be a nice memory.