كثيراً ما يقف المُصممين بشكل عام والمعماريين بشكل خاص على حافة البدء في العملية التصميمية وقتا طويلاً , البعض يقف خائفاً والبعض يقف مُحتاراً وهناك من لا يُبصر طريق البداية جيداً , البدايات دائماً ما تكون صعبة فكيفَ اذا غفلنا عن اتباع أمور مُهمة قد تكون هي الشرارة الأولى والبذرة الأُم لانتاج ما يدور في خيالنا الباطن من أفكار , بالتأكيد وجود الموهبة القوية عند بعض الأشخاص قد تساعد كثيراً على اخراج ما بداخلهم بسهولة , لكن هناك من يتطلع الى حافز في البداية وهناك من ينتظر مساعدة أفكاره على الخروج بنفسها الى أرض الواقع , هنالِكَ أمور قد تساعدنا كثيراً على اخراج محتوانا الى العالم الحقيقي وتُمكننا من استغلال موهبة كانت ستُدفن بداخلنا وما كانت لتبصر الضوء لولا اتباعنا لبعض الاوامر في البدايات .
كُل مُصمم عند استلامه لمشروع مُعين قد يقف حائراً بعض الشي , يُفكر بأشياء كثيرة , مُشتت بين هُنا وهُناك خاصة اذا ما كان المشروع شيء جديد على عالمه التصميمي , هذه المشاكل تواجه كثيراً الطُلاب في سنوات دراستهم كما تواجه حديثي التخرج ولا أبالغ ان قُلت أنها تواجه بعض أصحاب الخبرات الغير قادرين على الأخذ بزمام المُبادرة بشكل جيد وبطريقة صحيحة ,الخطوات التي أدعو اليها ليست قواعد ثابتة ولا شيء مُلزم , لكنها بالتأكيد مُساعد قوي لأي مُصم ليحافظ على طريقه بشكل صحيح , فكل شيء على هذه الأرض يحتاج الى تخطيط فما من شيء وُجد من العبث أو بمحض الصُدفة , لذلك سأذكر عدة خُطوات سوفَ تُساعدك كثيراً عند البدء بأي تصميم جديد , وسوف تُمكنك من الابتعاد عن التخبط بينَ هُنا وهُناك .
أول الخُطوات التي تُساعدك على البدء بالتصميم هي دراسة كُل شيء عن المشروع المرجو تصميمه قبل وضع أي خط فيه , فالدراسات المُعدة لمشاريع مماثلة أنشأت سابقا والمعلومات المتوفرة في وسائل البحث من كُتب وانترنت ووسائل اتصال اذا ما أخدتها بعين الاعتبار وقرأت بعين قلبك المناحي الايجابية والسلبية فيها وتمكنت من استغلال ظروفها في مصلحتك بالشكل الصحيح ستكون أساس متين لديك للبدء في تصميم المشروع المأمول .
ثانياً , من المُهم جداَ مشاهدة مشاريع قائمة مماثلة للمشروع الذي تُريد تصميمه سواء كانت المشاهدة على أرض الواقع وهو الأفضل أم كانت على شبكة الانترنت ووسائل الاتصال بجميع أشكالها , فمشاهدة مشروع قائم والدخول في تفاصيله والوقوف على ايجابياته والابتعاد عن سلبياته قد يكسر تماماً حاجز الخوف الموجود لديك ويشجعك لايجاد مشروع أفضل باستغلال الظروف الايجابية السابقة في صالحك .
ثالثاً , حاول استشارة أصحاب الخبرة في مجالك وخصوصاً من كان لهُم شرف التعامل مع مشاريع مماثلة للمشروع الذي بين يديك , ولا تخجل أبداً من السؤال في كُل صغيرة وكبيرة فأن تعلم مُبكراً خيراً من أن لا تعلم أبداً , أو تقع في أخطاء كارثية في مراحل يصعُب تدراكها , المشاورة أمر مُهم جدا وقد دعا اليها سيدنا مُحمد -صلى الله عليه وسلم- في كُل أمور الحياة واستخُدمت في كل حضارات الأرض , المُشاورة تُحرر عقلك من الديكتاتورية التي قد تكون سبباً واضحا في ضمور أفكارك التصميمية وعدم انفتاحها على العالم الواقعي العملي .
رابعاً , اعمل على تكوين سكتشات مبدئية لأفكارك في كُل مرحلة واعمل على تطوير تلك السكتشات في كُل مرحلة قادمة فتحرير اليد واطلاقها للعمل سيكون دافعا كبيرا لتحفيز العقل واثارة الغرائز التصميمية الكامنة بداخلك , قد تكون رسوماتك البدائية عبارة عن خطوط أو أشكال هندسية منتظمة وغير منتظمة قد تكون رسومات ثنائية الأبعاد أو ثلاثية الأبعاد , قد تستخدم اوراق وكراتين الرسم المُخصصة أو قد تُفضل استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في الرسم , كُن حريص على محاورة عقلك بالطريقة التي يريد , وحاول توجيه عينيك الى ما يفيد لتوليف الفكرة التامة للتصميم .
خامساً , اجلس مع العميل " الزبون " وحاوره مرات ومرات , قد يكون هذا العميل هو دكتور مادة التصميم في الجامعة في حال كُنت طالباً أو قد يكون مُستثمر فعلي في سوق العمل ,حاول ايصال أفكارك اليه بشكل مُبسط وسليم , اعمل بشكل جدي على اقناعه بأفكارك وتفهم ما يجول بخاطره من أفكار أو أقوال , واعلم جيداً أن الكثير من المُستثمرين في سوق العمل لا يستطيع تخُيل الشيء الذي وصلت اليه بالطريقة التي تقوم بها أنت , لذلك حاول اقناعه بالرسومات والأدلة الشارحة ولو كانت بشكل مبدئي , فموافقة العميل على التصميم هُو أمر في غاية الأهمية .
سادساً , قدم جميع الحلول لوظائف المشروع بأشكالها المُختلفة وابتعد عن تقليد غيرك أو اتباع ما لاتهوى بأي حُجة واهية , فالمُصمم المُبدع هو الشخص القادر على الابتكار في كل جديده , لا تكُن أداة ناسخة أو ناقلة فكرية لأفكار غيرك , اسعى دائما للتميز بالطريقة الصحيحة وأقنع جميع أطراف المشروع بأفكارك السليمة , اعمل على كتابة اسمك عالياً في مجال التصميم كي تُصبح الملاذ الامن لكُل عميل " زبون" مُستقبلاً .
سابعاً , من المُهم جدا أن لا تسمح لليأس بالتسلل الى عقلك , اعمل جاهداً على مُقاومة الاحباط الذي قد ينتج من فشل أي خُطوة سابقة فكُل هذا يؤثر على سلامة ودقة التفكر السليم للتصميم الصحيح , وتذكر دائماً أن سهم الرامي لا يرتد للخلف الا للانطلاق بقوة مرة أخرى , لا تجعل من اليأس والاحباط عقبة عائقة في طريق نجاحك .
لو اتبعت هذا الخطوات وأيقنتها جيداً ثق تماماً أنها ستكون أداة مُساعدة قوية في تحفيزك وتشجيع أفكارك , والمُصمم العظيم دائماً ما يصعد السُلم درجة درجة , لا تستمع لأفواه الاخرين الخاطئة وتقبل النقد الجيد بصدر رحب , اسعى دوماً للوصول للأفضل ولا تقبل باليأس ضيفاً على عقلك , قد تفشل مرة ولكن من المؤكد أنكَ سوف تنجح في المرات القادمة .
أتمنى أن أكون دائما عند حُسن ظنكم , اذا كان لديك أي اقتراح أو أي تعديل اترُكهُ بالتعليقات , وشُكراً .
** يُمنع استخدام المقالة دون ذكر المصدر .
كُتبت هذه المقالة بواسطة المهندس جهاد الخندق .
كُل مُصمم عند استلامه لمشروع مُعين قد يقف حائراً بعض الشي , يُفكر بأشياء كثيرة , مُشتت بين هُنا وهُناك خاصة اذا ما كان المشروع شيء جديد على عالمه التصميمي , هذه المشاكل تواجه كثيراً الطُلاب في سنوات دراستهم كما تواجه حديثي التخرج ولا أبالغ ان قُلت أنها تواجه بعض أصحاب الخبرات الغير قادرين على الأخذ بزمام المُبادرة بشكل جيد وبطريقة صحيحة ,الخطوات التي أدعو اليها ليست قواعد ثابتة ولا شيء مُلزم , لكنها بالتأكيد مُساعد قوي لأي مُصم ليحافظ على طريقه بشكل صحيح , فكل شيء على هذه الأرض يحتاج الى تخطيط فما من شيء وُجد من العبث أو بمحض الصُدفة , لذلك سأذكر عدة خُطوات سوفَ تُساعدك كثيراً عند البدء بأي تصميم جديد , وسوف تُمكنك من الابتعاد عن التخبط بينَ هُنا وهُناك .
ثانياً , من المُهم جداَ مشاهدة مشاريع قائمة مماثلة للمشروع الذي تُريد تصميمه سواء كانت المشاهدة على أرض الواقع وهو الأفضل أم كانت على شبكة الانترنت ووسائل الاتصال بجميع أشكالها , فمشاهدة مشروع قائم والدخول في تفاصيله والوقوف على ايجابياته والابتعاد عن سلبياته قد يكسر تماماً حاجز الخوف الموجود لديك ويشجعك لايجاد مشروع أفضل باستغلال الظروف الايجابية السابقة في صالحك .
ثالثاً , حاول استشارة أصحاب الخبرة في مجالك وخصوصاً من كان لهُم شرف التعامل مع مشاريع مماثلة للمشروع الذي بين يديك , ولا تخجل أبداً من السؤال في كُل صغيرة وكبيرة فأن تعلم مُبكراً خيراً من أن لا تعلم أبداً , أو تقع في أخطاء كارثية في مراحل يصعُب تدراكها , المشاورة أمر مُهم جدا وقد دعا اليها سيدنا مُحمد -صلى الله عليه وسلم- في كُل أمور الحياة واستخُدمت في كل حضارات الأرض , المُشاورة تُحرر عقلك من الديكتاتورية التي قد تكون سبباً واضحا في ضمور أفكارك التصميمية وعدم انفتاحها على العالم الواقعي العملي .
رابعاً , اعمل على تكوين سكتشات مبدئية لأفكارك في كُل مرحلة واعمل على تطوير تلك السكتشات في كُل مرحلة قادمة فتحرير اليد واطلاقها للعمل سيكون دافعا كبيرا لتحفيز العقل واثارة الغرائز التصميمية الكامنة بداخلك , قد تكون رسوماتك البدائية عبارة عن خطوط أو أشكال هندسية منتظمة وغير منتظمة قد تكون رسومات ثنائية الأبعاد أو ثلاثية الأبعاد , قد تستخدم اوراق وكراتين الرسم المُخصصة أو قد تُفضل استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في الرسم , كُن حريص على محاورة عقلك بالطريقة التي يريد , وحاول توجيه عينيك الى ما يفيد لتوليف الفكرة التامة للتصميم .
خامساً , اجلس مع العميل " الزبون " وحاوره مرات ومرات , قد يكون هذا العميل هو دكتور مادة التصميم في الجامعة في حال كُنت طالباً أو قد يكون مُستثمر فعلي في سوق العمل ,حاول ايصال أفكارك اليه بشكل مُبسط وسليم , اعمل بشكل جدي على اقناعه بأفكارك وتفهم ما يجول بخاطره من أفكار أو أقوال , واعلم جيداً أن الكثير من المُستثمرين في سوق العمل لا يستطيع تخُيل الشيء الذي وصلت اليه بالطريقة التي تقوم بها أنت , لذلك حاول اقناعه بالرسومات والأدلة الشارحة ولو كانت بشكل مبدئي , فموافقة العميل على التصميم هُو أمر في غاية الأهمية .
سادساً , قدم جميع الحلول لوظائف المشروع بأشكالها المُختلفة وابتعد عن تقليد غيرك أو اتباع ما لاتهوى بأي حُجة واهية , فالمُصمم المُبدع هو الشخص القادر على الابتكار في كل جديده , لا تكُن أداة ناسخة أو ناقلة فكرية لأفكار غيرك , اسعى دائما للتميز بالطريقة الصحيحة وأقنع جميع أطراف المشروع بأفكارك السليمة , اعمل على كتابة اسمك عالياً في مجال التصميم كي تُصبح الملاذ الامن لكُل عميل " زبون" مُستقبلاً .
سابعاً , من المُهم جدا أن لا تسمح لليأس بالتسلل الى عقلك , اعمل جاهداً على مُقاومة الاحباط الذي قد ينتج من فشل أي خُطوة سابقة فكُل هذا يؤثر على سلامة ودقة التفكر السليم للتصميم الصحيح , وتذكر دائماً أن سهم الرامي لا يرتد للخلف الا للانطلاق بقوة مرة أخرى , لا تجعل من اليأس والاحباط عقبة عائقة في طريق نجاحك .
أتمنى أن أكون دائما عند حُسن ظنكم , اذا كان لديك أي اقتراح أو أي تعديل اترُكهُ بالتعليقات , وشُكراً .
** يُمنع استخدام المقالة دون ذكر المصدر .
كُتبت هذه المقالة بواسطة المهندس جهاد الخندق .
رائع رائع جدا افدتني
ReplyDelete